أنقل لكم في هذه الصفحة قصة من واقع دولة عربيةتناشد التغيير وتستلهم الطرق من العالم المتطور
النملة المكافحة
يُحكى أن نملة تعيش في قرية عربية، عـُرفت بالعمل والنشاط، تستيقظ في الصباح الباكر وتتوجه مباشرة الى مكان عملها لتباشر وظيفتها وتبقى في ذلك الحال دون كلل أو ملل إلى ساعة متأخرة من الليل.
تعود في المساء لبيتها متعبة جدا، وسرعان ما يغلبها النعاس فتغوص في نوم عميق لتنهض في الصباح مجددا لمعاودة عملها.
كانت حياة النملة طبيعية جدا، لا تشتكي و لا تتضمر أبدا، فمهما تعبت فانها سرعان ما تعاود نشاطها بعد ليلة هادئة تسترجع فيها قوتها ونشاطها وكانت راضية جدا بعملها وتستشعر الرسالة التي تؤديها نحو نفسها وعيالها ومجتمعها.
ولم يعرف مخزن القرية ندرة أبدا فقد كان مملوءا على الدوام بفضل جهد تلك النملة الطيبة والمخلصة في عملها.
ذات يوم هبت رياح التغيير على المنطقة ونادى الجميع بضرورة تطوير وسائل العمل لتتماشى مع دول الجوار ومتطلبات المرحلة.
خاصة بعد أن كثر حملة الشهادات المختلفة وكلً عاد للقرية بشهادات وأفكار ومناهج مقتبسة من دول أخرى .
عـُقـدت في القرية جلسة طارئة نادت بضرورة التغيير وحضرها الجميع باستثناء النملة التي كانت كالعادة تواصل عملها دون الالتفات لكلام تعتبره لا يرعى بذرة ولا يحمل ثمرة.
فعرض المجتمعون أفكارهم وأخيرا قرروا أن يكون عمل النملة مؤطرا ووفق برنامج مسطر ،فنصـّبوا لذلك مديرا ونائبا ومستشارا ثم أمين مخزن ومساعدين كما لم ينسوا تعيين أمين مال ومعاونيه.
وهكذا نشأت تلك الشركة النموذجية واستبشر الجميع بها خيرا ، فهي مستوحاة من شركات أخرى ويقودها خيرة أبناء القرية المتعلمين.
واصلت النملة العمل كعادتها ومر شهر ثم شهرين وقد تغيرت أشياء كثيرة ،فقد بني مقر جديد للشركة وأشياء كثيرة .
لكن في آخر السنة لاحظ الجميع أن الانتاج تراجع بشكل رهيب وأصبحت المخازن فارغة فلجؤوا للاستدانة ولجؤوا الى مكتب استشارة في العاصمة الذي ظل يبحث عن المشكل لكنه لم يتوصل لمعرفة سببا له.
لهذا قرروا طرد العاملة - النـمـلـة - التي ربما تهاونت في عملها .