[center]توفى رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الشيخ عبدالرحمن شيبان عن عمر يناهز 94 عاماً، ، فجر اليوم الجمعة، في بيته بالجزائر العاصمة بعد مرض عضال.
وقد وري جثمان الشيخ -الذي كرس حياته لخدمة الإسلام - الثرى بعد صلاة الجمعة ببلدة الشرفة بولاية البويرة (100 كلم شرق العاصمة) حيث ولد.
وقال الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في برقية تعزية وجهها الى أسرة الفقيد : "انتقل اليوم على سبيل الحق و المغفرة بإذنه تعالى رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ عبد الرحمن شيبان و فاضت روحه الى بارئها في يوم من أيام الله المباركة يوم الجمعة من رمضان الهدى و الفرقان. وفي ذلك فضل من الله و منة اذ تخير لعبده هذا من الأيام أفضلها ومن الشهور أرفعها ليكون من عباده المكرمين".
وأضاف "لقد جبل الفقيد على التقى و نشأ على تحصيل العلم والمعرفة و جاهد في سبيل عقيدته و وطنه حق جهاده و تأدب فدانت له العربية بيانا فتعمق فيما درس و دراس. وبرز أكثر ما برز حين تولى وزارة الشؤون الدينية التي أعطاها من وقته وروحه ومن إصلاحاته و توجيهاته الكثير الكثير مما جعله محل إكبار وتقدير من كل الذين عملوا معه و زاملوه أو احتكوا به".
وولد الشيخ شيبان ولد في 23-02-1918م في قرية الشرفة دائرة مشدالة ولاية البويرة، وترأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ 1999.
تعلم الشيخ الراحل في كُتّاب قريته ثم أكمل دراسته في مدرسة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين على يد الشيخ عبدالحميد بن باديس، وتعلم القرآن الكريم وتلقى مبادئ العربية والتوحيد والفقه بمسقط رأسه وبالزاوية السحنونية بالزواوة، وبني وغليس ببجاية.
وفي العشرين من عمره شدَّ الرحال إلى جامعة الزيتونية بتونس سنة 1938 ونال شهادة التحصيل في العلوم سنة 1947م وتخرج منها في سنة 1948، ثم عينه رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ محمد البشير الإبراهيمي أستاذاً للبلاغة والأدب العربي بمعهد الإمام عبدالحميد بن باديس بقسنطينة.
التحق الشيخ شيبان بالثورة الجزائرية وعمل في ميدان الإعلام التابع رفقة مجاهدين في المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني، فكان عضواً في لجنة إعلام الجبهة، وشارك في تحرير جريدة "المقاومة الجزائرية"، لسان حال جبهة وجيش التحرير الوطني، وفيها كتب مقالات هامة تحت ركن "صفحات خالدة من الإسلام".
كما ترأس تحرير مجلة "الشباب الجزائري" ونجح في إحباط دعوة تجعل اللائكية أساساً للدستور الجزائري، وقد نشرته الصحافة الجزائرية الناطقة بالفرنسية في 9 أغسطس 1962، وسعى مع وفود عربية لإقناع الوفد الأمريكي باعتراضه على ترسيم اللغة العربية، ونجح الشيخ شيبان في المسعى وبذلك صدر في هذه الدورة 14 قراراً لاعتماد اللغة العربية اللغة الخامسة الرسمية لهيئة اليونسكو، وطبق القرار في العام 1968.
بعد التقاعد ساهم الشيخ شيبان في تجديد نشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ 1991، فترأس تحرير جريدة "البصائر" لسان حال الجمعية، وداوم على إلقاء دروس في التفسير والحديث والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي في المساجد والمراكز الثقافية في العاصمة وخارجها.
]