أأبناء الروينة ما خطبكم ***** أما ترون كيف هي الأحوال
أأصاب عقولكم شيئ من عقم ***** أم أنها شلت و هي الآن في ضلال
كم شقيتم و كم إستعسر ضركم ***** فلا دواء ينفعكم و لا أمصال
أنتم للبلدة مصدر الورم ***** و أنتم سبب الداء العضال
وراء الحثالة تجند أبنائكم ***** فالويل لكم إن قادكم أسفال
فاستسلمتم للأمر و رضيتم ***** بأن تكونوا ذيلا للأرتال
إنفضح أمركم و أفل نجمكم ***** و لا يكاد يقام لكم مكيال
يا أهل التوت قم إستيقض و رمم ***** ما تبق إنك مستخلف باميال
لست أعلمكم و لست مرشدكم ***** لكنها حقيقة هذا المقال
أين عراقتكم و أين ثقافتكم ***** أهي في المقاهي و الأقوال
أنضروا كيف تبدو مدينتكم ***** فصيفها أغبر و شتائها أوحال
أزقة مهترئة و أشجار كضم ***** و كأن ما بهذا البر من رجال
تعسا لما أرختم بأنفسكم ***** و تعسا لما خلفتم للأجيال
أنسيتم عهود أسلافكم ***** أو أن استرجاع الأصل محال
إن التاريخ لا و لن يرحمكم ***** و لو قربتم ذهبا أو أموال
وحدتكم للإصلاح خير لكم ***** من لهو الحديث و قيل و قال
أم أنتم تصرون على أنكم ***** أهل استحقاق بلا عرق و لا مال
كلا, لن تنالوا ما ليس لكم ***** و الله و لو بالرمح و النبال
إذا هيا شمروا على سواعدكم ***** و شقوا طريقكم و لو في الجبال
فامضوا إننا و الكل معكم ***** نبني مجدا نخلد به الأبطال
سترقى الحياة هنا و تنتضم ***** بحفض الوديعة و خير الأفعال
أأسلافنا أنتم فخر بلدتكم ***** فلكم منا السمع و الإمتثال
كم تركتم من أمثال و حكم ***** فأنتم منارة لفاقد الآمال
لا زلنا على الدرب الذي رسمتم ***** و عليه قد خفت كل الأثقال
غرستم رايتنا في كل الفمم ***** و بعثتم أمة من بعد الزوال
بالأمس الروينة مرتعا لكم ***** و اليوم تبكيكم عند الأطلال
ما معنى الحياة أجيبوا سائلكم ***** إن مات الضمير و الجسد لا يزال