قُـم لِـلـمُـعَـلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كـادَ الـمُـعَـلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا
أَعَـلِـمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَـبـنـي وَيُـنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

44 سنة من العطاء المتواصل هي سيرة هذا الأستاذ الذي يعرفه ويحترمه ويجله كافة الناس ، التقينا به هذا اليوم السبت 11 فيفري 2012 وهو يعطي دروس تقوية لتلامذة الخامسة ابتدائي
الجو ممطر وبارد كما تعرفون ، لكن الشيخ هشام تحمٌل البرودة والعجز في سبيل العلم وللوفاء بموعد مع منتدى اشراقة الغد


انه من مواليد اللاذقية بسوريا الحبيبة ،جاء للجزائر سنة 1967 في اطار بعثة تضم 1000 أستاذ ، وهم بالطائرة تصور أستاذنا شكل ساحة بور سعيد وبالفعل وجدها تشبه الى حد بعيد الصورة التي مرت بذهنه
عين مباشرة بسيدي بوعبيدة ، ومنح سكنا بالروينة ، فكان يقطع المسافة مشيا على الأقدام مرتين في اليوم ، وكثيرا ما تطوع زميله السيد قصال رحمه الله لنقله بسيارته
لم يكن ينزعج من ذلك ، لأنه يعلم أن امكانيات االجزائر كانت محدودة والبلد في طور الانجاز وعلى كل الصٌعد منها التعليم الذي هو أحد رواده

كان يعطي في الصباح دروس اللغة العربية في الابتدائي وفي المساء دروس خاصة للمعلمين الممرنين ومن بين المعلمين كان الشيخ أبو بكر الصديق والشيخ بلقاسم بونجار رئيس زاوية العطاف ومن بين تلامذته الأوائل محمد و عمار طرشي ، محمد حدوش ،عمر بوستة ومنهم العقداء بالجيش ومدراء ثانويات الان



نوضيح بخصوص بور سعيد: ربما يعود الأمر لزيارة جمال عبد الناصر للجزائر واطلاق الاسم على الساحة حينها

بعدها انتقل الأستاذ جود هشام الى ابتدائية زنيني بلقاسم القديمة ودرس هناك عدة أجيال ، ليرقى بعد ذلك للتعليم المتوسط وكان يشارك في الندوات التربوية التي كانت تشرف عليها مفتشية العطاف وعلى رأسها الأستاذ بوجلة ومدير التربية على مستوى ولاية بشار
بعد 34 سنة من العمل التربوي تقاعد بشكل رسمي لكنه لا يزال يقدم مجهودات متواصلة الى اليوم ، حيث يقول أن العمل الثقافي المدرسي كان شغله الدائم ولا يزال
للشيخ هشام عدة مساهمات ثقافية كالمسرحيات التي لا يزال هو شخصيا يتذكر كلماتها بالرغم من مرور 3 عقود على تقديمها والتي فازت بعضها في التصفيات الولائية والجهوية وقدمت على المستوى الوطني
عمله المسرحي من بلد الأحرار لا يزال على ألسنة الشباب ويقول:تذكرني ابنتي زينب بكلماتها مرارا
قدمت بمناسبة يوم العلم ، أحد التلاميذ يلبس برنوسا يمثل دور الامام عبد الحميد بن باديس رحمه الله والتلاميذ يردون عليه
بعنوان

يقول الأستاذ عن تلك الحقبة أنها كانت سنوات الخصب أما اليوم يقول
ما أكثر العبر وما أقل الاعتبار

شكرا يا استاذ على العمل وهذا النشاط
اطلب مزيد من التعريف للاستاذ واعرف ان له كتب كثيرة
اطلب التعريف بها

من الأعمال المسرحية التي أنتجها الشيخ هشام
مسرحية " عرس في تاشتة " كانت ناجحة جدا وكان المشهد فريدا جدا ، فقد قدم الأطفال عملا ممتازا كأنك تلامس الواقع وتعيش عرسا في الريف الجزائري

الشيخ يعتز بموقف حدث له بخصوص هذا العمل المسرحي فبعد سنوات عدة ، تقوم احدى تلميذاته في ثانوية هواري بومدين بالروينة وتقول:
يا أستاذ إن أهلي يبلغونك تحياتهم وخاصة والدتي
يقول الأستاذ : وهل أعرفها
فتقول: نعم يا أستاذ لقد كانت احدى تلميذاتك في تاشتة ، و شاركت في هذه المسرحية " عرس في تاشتة "


يقول الشيخ عن تلك الحقبة إنها سنوات الخصب، فقد كان المجتمع حيويا جدا ، وكانت في الروينة عدة فرق في عدة مجالات

لا يزال يذكر مسرحية " التلميذ المهمل " كان بطلها دوبة ،( ذلك التلميذ يعمل الآن في الأمن الوطني وهو ناجح ومحبوب ومنظم كذلك)

يمكنكم متابعة بعض جوانب مسرحية التلميذ المهمل ، في التسجيل الصوتي الذي سنرفقه لاحقا

((( من الصدف أن هذا التلميذ بطل مسرحية التلميذ المهمل، قام أيضا بدور الطفل داود في مسرحية "الخبر يجيبوه التوالة" مع فرقة أخرى في مسرحية من انتاج محلي وقد تألق العرض في التصفيات الولائية)))


حضر هذا اللقاء مع الأستاذ هشام ، بالاضافة لمندوب منتدى اشراقة الغد
كل من محمد بن موسى ، متقاعد وهو من خريجي مدرسة المحافظة السياسية للجيش ( مجلة الجيش )
و أعضاء جمعية الــــرسالة ، رئيسة الجمعية والأمينة العامة

انتظروا بقية الحديث والتسجيل الصوتي

تابعنا اليوم على الجزائرية الثالثة عمل مسرحي رائع من أداء ثلاث فرق من أدرار

الخلفية كانت فيها صور لشهداء الجزائر : الأمير عبد القادر، ديدوش مراد ، العربي بن مهيدي، فاطمة نسومر
كأنها الجبل أحيانا الذي يرمز لعظمة ثورة التحرير ، وترمز كذلك لثقافة شعب عريقة يستند اليها شباب اليوم

ذكرتني هذه المسرحية يا استاذ بمسرحية : من بـــلـــد الأحــرار أتينا التي ذكرت في هذا الموضوع
نفس الأسلوب ونفس الرسالة ، لكن في فترتين مختلفتين ، كانت الجزائر في حاجة ماسة لأبنائها

في مسرحية صرخة الأجداد يتسلم الطفل أمانة من الشهداء ، وقالوا له: هذه أمانة للأجيال والأمانة لا تباع ولا تهدى
اليوم يفتحها مع أمه : ويكتشف بأنها علم الجزائر الذي مات من أجله مليون ونصف المليون شهيد
ومن أجله مشى العربي بن مهيدي لمركز التعذيب باسما ، وقال :
ألقوا بالثورة إلى الشارع يحتضنها الشعب ..

اقتباس :

إسمه الكامل :محمد العربي بن مهيدي
تاريخ الميلاد : 1923 عين مليلة . أم البواقي . الأوراس
قاد معركة الجزائر بداية سنة 1956 .. إلى أن أعتقل نهاية شهر فيفري 1957 إستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957 ..
ومن اقواله:
إذا ما استشهدنا دافعوا على أرواحنا... نحن خلقنا من أجل أن نموت لكي تستخلفنا أجيال لاستكمال المسيرة"

الجزء الأول من اللقاء مع الأستاذ جود هشام
تابعوا التسجيل الصوتي على الرابط : حديث الشيخ هشام الجزء 1

الأستاذ كما قال في التسجيل أن الجانب الأهم في حياته كان النشاط الثقافي فهذا الذي يريد التحدث عنه وقد قدم عدة مساهمات ونشاطات على خشبات المسرح أو من على المنابر

وله عدة مؤلفات مطبوعة وأخرى تنتظر دورها ، مجهود كبير يبذله الشيخ في سبيل طبع مؤلفاته
ويتكبد مصاريف اضافية قبل أن يسلم مؤلفه للمطبعة نذكر على سبيل المثال لجوءه لمن يطبع له صفحاته ، وبعدها يراجع ما طبع ويعيد الطبع وهذا كلفه الكثير جدا
وما لا حظناه أن أستاذنا لا يجد الدعم من الجهات المخولة هيئة أو جمعية في سبيل نشر كتبه
لاستاذنا الكريم عدة كتب مدرسية ومعاجم لمختلف الأقسام وله سلسلة الحقوق الاسلامية وهي تتكون من أجزاء

• حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم
  حقوق السائل والمحروم
  حقوق الأسير
  
  

استبشر الأستاذ خيرا بمنتدى اشراقة الغد ودعانا للعمل وقال تذكروا أن المجد : علم وعمل وأخلاق
لقد كنت يا شيخ كل هذا علم وعمل وأخلاق من خلال مسيرتك المهنية فكنت من الملتزمين والحريصين على النظام والمثابرة والالتزام بالمواعيد
وكنت مجدا في محيطك بفضل نشاطاتك التطوعية وبرغم الكبر والعجز لا زلت تقدم الدروس وتكتب وتنشر عندما تستطيع
شيخنا بالرغم من تقاعده لا يجلس في المقاهي وانما كما قلنا وقته بين البيت والمسجد والأنشطة الثقافية والعلمية
كان حديث الشيخ شيقا لكنه لم يكتمل ولم يأخذ حقه من الاهتمام ،

أشكر أستاذي هشام على الجهد أنا من تلامذه كما كل أبناء الروينة
سؤال الصورة الأخيرة لمحمد بن موسى

هذا صحيح و بشهادتي انا من طلاب هذا الاستاذ القدير و من هنا اقدم له فائق الشكر و التقدير على عطائه الذي لزال الى الحين ... حيث في عمره هذا و رغم تعبه الا انه يقدم كل ما عنده للتلاميذ الشهادات الابتدائية . المتوسطة. و الثانوية ...بتقديم دروس اضافية
لك كل الشكر

شكرا استاذ جزاك الله الف خير على جهدك المبذول في سبيل ايصال رسالة العلم فانك نعم الاستاذ و مربي قدير للاجيال الصاعدة.بارك الله فيك. انا ايضا اشهد على ما يقوم به هذا الاستاذ من مجهود فقد كنت تلميذته ذات يوم و اشكره على كل شيء.

نعم انه أستاذ قدم مجهودات كبيرة ونال احترام كل سكان الروينة
أشكرك الأخت زهرة على المشاركة والتسجيل