تعتبر القضية الفلسطينية من أعقد قضايا القرن ( 20 ) رغم المحاولات الكثيرة لحلها والتي باءت كلها بالفشل نظرا لتواطؤ المجتمع الدولي من جهة و تصلب موقف الصهاينة من جهة ثانية .
جذور القضية /
هي قضية إغتصاب اليهود للأرض العربية الفلسطينية سنة 1948 . لم تظهر مع ظهور الكيان الصهيوني بل تعود جذورها إلى أواخر القرن ( 19 ) عندما إنعقد أول مؤتمر دولي لليهود في بازل السويسرية عام ( 1897 م ) و الذي دعى إليه الصحافي النمساوي اليهودي الأصل " تيودور - هرتزل " و قد إنتهى بقرارات علنية و أخرى سرية , ملخص القرارات العلنية هو إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و إحياء اللغة و الثقافة العبرية . أما القرارات السرية فهي تلك التي عرفت باسم ( بروتوكولات حكماء صهيون ) و القاضية بالسيطرة على العالم و حكمه من الدولة اليهودية الممتدة من النيل إلى الفرات و عاصمتها ( القدس ).
قبل الحرب الكونية الثانية عمل اليهود و منذ إنعقاد مؤتمر بازل على تحقيق أمنياتهم , و كانت أولى خطواتهم - تشجيع الهجرة إلى فلسطين و شراء الأراضي فيها إلى أن كان ( وعد - اللورد بلفور- " 02/11/1917 " و الذي إستصدرته اليهود من الحكومة البريطانية أثناء الحرب العالمية الأولى, و الذي تتعهد فيه بمساعدتهم على إقامة وطن قومي لهم في فلسطين.

السياسة البريطانية بعد الإنتداب ( 1920 ) =
- تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين .
- إنشاء إدارة يهودية نصبت على الحياة السياسية و العسكرية .
- مصادرة أراضي الفلسطينيين .
- تسخير القوانين لصالح اليهود .
و بالفعل ساعدت هذه الإجراءات على إرتفاع عدد السكان اليهود في فلسطين من =( 7% عام 1918 إلى 33% عام 1948 ) , كما إتسعت الأراضي اليهودية على حساب العربية من ( 2.5 % إلى 46 %) في نفس الفترة .

موقف الشعب الفلسطيني , حاول الشعب الفلسطيني منذ الوهلة الأولى التصدي لهذا الغزو الإستطاني حيث قام بعدة ثورات ( 1920 - 1921 / 1929 / 1936 م ) و تعتبر ثورة 1936 التي قادها البطل " عز الدين القسام " أعنفها و أطولها ( 3سنوات ) مما أجبر بريطانيا على التدخل و تقديم مشروع ( لجنة بيل - 1937 ) و يرمي إلى تقسيم فلسطين إلى دولة يهودية و دولة عربية و وضع القدس تحت الإنتداب , و قوبل هذا المشروع بالرفض القاطع من الطرف الفلسطيني و قامت ثورة ( 1938 ) بقيادة " الحاج أمين الحسيني " فاضطرت بريطانيا إلى التدخل من جديد بإصدارها الكتاب الأبيض 1939 لتهدئت الأوضاع . و منذ إندلاع الحرب العالمية لم تشهد القضية أي تطور لإنشغال بريطانيا في العراك الذي دار بين الحلفاء و دول المحور.

إنعكاسات الحرب العالمية 2 على القضية =
قدمت الحرب العالمية الثانية خدمات مجانية عرف اليهود كيفية توضيفها في صالحهم حيث بالغوا في وصف بطشهم من طرف النازية الألمانية واختلقوا أسطورة المحرقة فنالوا عطف الدول الكبرى و الساسة الأمريكان و على رأسهم الرئيس " هاري ترومان " الذي ناشد بريطانيا بالسماح ل= ( 100 ألف يهودي ) بالهجرة إلى فلسطين, بالإظافة إلى إكتساب اليهود خبرة عسكرية كان لها أثر بالغ و جلي في حربهم على العرب ( 1948 )............

.............. يتبع ........

إنتقال القضية إلى هيئة الأمم المتحدة :
كان للأسباب التالية : 1- تغيير موازين القوى بعد الحرب العالمية الثانية .
2- عجز بريطانيا و الولايات المتحدة عن إيجاد حل للقضية .
3- تأثير اليهود على دوائر الحكم في الولايات المتحدة .
و لهذا تدخلت هيئة الأمم المتحدة و أصدرت مشروع التقسيم 1947 و القاضي بتقسيمها إلى - دولة عربية و دولة يهودية و القدس منطقة دولية تحت إشراف الأمم المتحدة , و واجه الفلسطينيون هذا المشروع بانتفاضة عارمة واجهها اليهود بوحشية لا مثيل لها ( مذبحة دير ياسين ) أفريل 1948 .

قيام دولة إسرائيل و المواقف الدولية و ردود الأفعال العربية :
لما تيقنت بريطانيا أن الأمور أصبحت في صالح اليهود , أعلنت إنهاء إنتدابها لفلسطين يوم : 14/05/1948 , و في اليوم الموالي أعلنت الجماعات اليهودية المتصلبة ( المجلس الوطني اليهودي ) قيام دولة إسرائيل على الأراضي الفلسطينية تولى " حاييم - وايزمان " رئاستها في حين عين " دافيد بن غوريون " رئيسا لحكومتها .
- المواقف الدولية :
سارعت الدول الغربية الكبرى إلى الإعتراف بدولة إسرائيل و في مقدمتها الولايات المتحدة , بريطانيا , فرنسا و الإتحاد السوفياتي. كما إعترفت أيضا الأمم المتحدة بدولة إسرائيل و قبلت عضويتها في الجمعية العامة إبتداءا من : ماي 1949 .
- المواقف العربية :
* الحرب - 1948 , واجه الفلسطينيون هذا الحدث بانتفاضة عارمة شاركت فيها قوات عراقية , مصرية , أردنية , سورية و لبنانية واستطاعت تطويق العدو الصهيوني , لكن مجلس الأمن تدخل و أصدر قرارا في : 11/06/1948 , يقضي بوقف القتال لمدة شهر و كانت هذه الهدنة تكتيكا إستغله اليهود للحصول على المدد العسكري من أوروبا و أمريكا , و كذلك لتنظيم صفوفهم , و لما تجدد القتال في جويلية من نفس السنة حقق اليهود إنتصارا كبيرا وانتهت هذه الحرب يوم : 16/07/1948 بانهزام العرب.
- نتائج الحرب :
* هجرة ( 600 ألف ) فلسطيني من وطنهم قهرا .
* عقد هدنة رودس ( 24/02/1949 ) بين الدول العربية و إسرائيل و التي نصت على :
- تولي مصر إدارة قطاع غزة .
- ضم الضفة الغربية للأردن .
- إنسحاب الجيوش العربية إلى الحدود الدولية لفلسطين .
- سيطرة إسرائيل على 77 % من الأراضي الفلسطينية .
- سقوط نظام الملك فاروق بمصر على يد الضباط الأحرار ( جويلية 1952 ) .
- تعرض مصر للعدوان الثلاثي ( أكتوبر 1956 ) بسبب دعمها للمقاومة الفلسطينية .

........ يتبع ........

اعقب على المساهمة الاولى
متابعة برنامج الصهاينة من اجل السيطرة على فلسطين منذ 1897 نعرف ما قاله عدنان :
أما القرارات السرية فهي تلك التي عرفت باسم ( بروتوكولات حكماء صهيون ) و القاضية بالسيطرة على العالم و حكمه من الدولة اليهودية الممتدة من النيل إلى الفرات و عاصمتها ( القدس ).

اذن المعركة ما زالت مستمرة

شكرا عدنان على الموضوع الممتاز من حيث اهمية القضية عند كل مسلم
طريقتك المميزة في تقديم الموضوع ليس بالشرح الطويل الممل لكن بشرح مرتب ومختصر ويذكر اهم المحطات في قضيتنا ..
شكرا لك ننتظر المرحلة 3 ، اظن عن حرب 67 ومشاركة دولة اخرى كالجزائر